هذه قصة رجل من أصحاب
الحبيب صلى الله عليه وسلم .. لم يكن من مشاهير الصحابة وكبارهم ... ولم
يكن من سادتهم وقادتهم .. وليس هو من عُبّادهم وعلمائهم ... لكن كان من أهل
الجنة بل بشّره بها صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات في ثلاثة أيام متتاليات
وأمام جمع من الصحابة الكرام !!!
لا تتعجب حتى تعرف السبب ...
فقد بات أحد الصحابة
عند هذا الرجل ثلاث ليالٍ يرقبه ويرصده فلم يلحظ ما يلفت انتباهه حتى اضطر
إلى سؤاله عن ذلك فقال: هو ما رأيت غير أني إذا أويت إلى فراشي لم أحمل في
قلبي على مسلم حقدا ولا غلا ولا حسدا ...
الله أكبر ما أعظم هذه
النفوس الأبية ذات الهمم العلية؟؟ فقد يُظلم .. ويُساء إليه .. ويُشتم ..
ويُساء به الظن .. يُؤخذ بعض حقه.. ثم ينام طاهر القلب!
فيا من قاطعت أحد
إخوانك أو خلانك أو جيرانك من أجل عرض من الدنيا زائل، أو نزغة شيطان ..
صارح أخاك وعاتبه وناقشه فلعل له عذرًا لا تعرفه أو كان يقصد شيئا غير الذي
يدور في خَلَدك ولا تحرم نفسك الأجر العظيم فقد قال تعالى: { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} وهنيئًا لمن كان أجره على الجواد الكريم ... ولا تحرم نفسك المغفرة فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((تعرض
الأعمال على الله كل اثنين وخميس فيغفر الله لكل عبد لا يشرك بالله شيئا
إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا) فيا خسارة من مضت عليه الشهور والسنين مقاطعا أحد أقاربه أو ذوي رحمه .. فكم سيندم على ذلك ؟!
واحرص أخي على أن تنال وصف الخيرية وتزكية خير البشرية حيث قال صلى الله عليه وسلم عن المتخاصمَين (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)
فسارع أخي وأبرأ ذمتك ولا تسول لك نفسك بأن المبادرة بالصلح علامة ضعف
وهزيمة ، بل هي دليل على حسن الخلق وأدب التعامل و سمو النفس ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ....
وفقك الله لكل خير .. والسلام